تقع مدينة أم الجمال في الصحراء الأردنية على بعد 20 كم شرق مدينة المفرق، وعلى بعد 86 كم من العاصمة عمان.
بُنيت مدينة أم الجمال من الحجر البازلتي الأسود، ويطلق عليها لقب (الواحة السوداء) نسبة إلى لون صخورها البركانية، وسميت كذلك بــ (أم الجمال) لكثرة وجود الإبل فيها.
شكّلت أم الجمال مركزاً للإستقرار البشري حيث تعد من أكبر مدن المقاطعة الرومانية -إن لم تكن أكبرها- حيث ما زالت آثارها التي تعود للفترة الكلاسيكية ماثلة للعيان حتى اليوم. وقد لعبت المدينة دورًا مهمًا في التجارة لوقوعها على أهم الطرق التجارية القديمة التي ربطت مدينة فيلادلفيا (عمان) بمدينة بصرى السورية.
يعود الإستيطان البشري في هذه المدينة إلى الفترة النبطية أي ما يقارب منتصف القرن الثالث قبل الميلاد، وذلك بدلالة بردية زينون التي ذكرت وجود الأنباط في المنطقة حوالي 259 ق.م.، حيث كانت من مراكز التجارة النبطية الهامة، كما شهدت نشاطاً زراعياً مكثفاً، بدليل وجود الأحواض المائية والصهاريج الكثيرة التي تعود لهذه الفترة، واستمر الاستيطان فيها خلال العصر البيزنطي والعصور الإسلامية.